RSS

عن لغتنا العربية " ليست كلمات تكتب "

كما يقال دائماً أنها ليست كلمات تكتب . بل أنها أساس وهوية . لقد تم انتسابنا إليها . وليست هي من نسبت إلينا . هي لغتنا العربية . التي أذاقت طعم المعرفة لكل من تحدثها . وأجاد العزف على أوتارها . فأنا لا أريد العودة إلى الجاهلية وترك التطور بدعوى أنني أدعوا للمحافظة على اللغة العربية كما يزعم البعض . ولكن أيضاً لا أريد أن نجرد اللغة العربية من ثوب وقارها . مثل ما أراه الآن بعيني . من دمار وتخريب في أساس اللغة . أنا أعرف التحضر والتطور جيداً . فالتحضر ليس في ترك معالم اللغة وأساسها والإزدراء منها . والتفوه بألفاظ غربية فيما بيننا. فاللغة العربية جذورنا . ولن تسطيع أي أمة التقدم إلا بالرجوع إلى جذورها . وما كان لشجرة أن تثمر إلا وكان الفضل لجذورها . وما تقدمت الأمم التي نراها الآن إلا بعد ما أعتمدت على تراثها . وأكملت ما تركه أجدادها . فلماذا نصنع تشكيلاً من اللغات لنتحدث بها . بين الإنجليزية والفرنسية إلى آخر كل هذه اللغات ونترك لغة القرآن . أم أن العولمة تشكل العربية بملامح جديدة تراها من منظورها . فأنا لا أرفض العولمة والإنفتاح على العالم . ولكن ليس على حساب لغتنا . لماذا لانؤثر في العولمة ونستغلها في زيادة مكانة اللغة العربية بين اللغات . ما كنا لنهدر لغة اصطفاها الله سبحانه وتعالى من بين اللغات . ولا أرفض أيضاً تعلم اللغات الأخرى . فهي ضرورية على الأقل للتعامل مع المسلمين غير العرب . أو للتعامل مع البشر جميعهم . وفيه الكثير من الخير . قال صلى الله عليه وسلم " من تعلم لغة قوم أمن شرهم " . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

فمن تعلم لغة قوم عَلِمَ كيف يجاريهم . فأنا لا أعرف ماذا يريدون من يحاولوا إخفاء معالم اللغة العربية . هل يريدون أن يأتي يوم ويخرج من بيننا من يكتب " عزاء اللغة العربية " مثلما كتب بؤثيوس " عزاء الفلاسفة " في عام 425 ميلادياً .! ولكن المحال أهون من تحقيق ذلك . فما من يوم يشرق إلا وكان مولد جديد للغة العربية . لتقوى شوكتها حتى وإن تخلى عنها أهلها . نجد من يريد أن يثبت أنه ينظر من نافذته على العالم ويواكب التحضر . فيبدأ التحدث بلسان لغوي غريب عليه تاركاً لغته . هل إن التحضر والتقدم وإثبات الذات في ترك لغتك التي نبتت ثقافات العالم من أثر مائها . التي كانت ولا زالت سيدة لغات العالم . ما أراه على لسان الشباب من كلمات غريبة الأطوار وحروف ولغات ما أنزل الله بها من سلطان . كل ذلك يجعلهم محل شفقة لمن يسمعهم . حقاً فهم في أشد الحاجة إلى من يأخذ بيدهم ليوقظهم من غفلتهم . وللحديث في هذا الأمر بقية إن شاء الله .


محمد عبد الرحمن شحاتة


إنسان بمعنى الكلمه


حينما نستمع لكلمة إنسان .. نجد أنها قليلة الوجود الاّن عند البشر . فالبعض منهم تجرد من الإنسانيه إلى أقصى الحدود . وخرج عن كونه إنساناً ذو عقل يفكر تفكيراً لا يمس الإنسانيه بأدنى صله . ولا يليق بكونية بشر ..

حينما سألت أحد الناس .. عن ماهية كلمة إنسان ومعناها . وجدته لا يعرف لها معنى . فتعجبت . لإنسان لايعرف معنى هذه الكلمه وهو منسوب إليها وليست هي منسوبه إليه . فإذا تأملنا معنى هذه الكلمه وحاولنا تفسيرها بطريقه عقلانيه . سنجدها تدل على المعاني الساميه . والدليل على ذلك أن الله عز وجل كرم الإنسان على سائر مخلوقاته . وميزه بالعقل . وميزه بهذه الكلمه طيبة المعنى . فتمييز الإنسان بالعقل فقط ليس تكريماً . فالعقل بدون الإنسانيه يذهب في طرق ملتويه تخرج الإنسان من ثوبه وتلبسه ثياباً أُخرى لا يحتملها . مما جعل الإنسانيه مكمله للعقل . كوجود القانون في دوله معينه . يستلزم وجود العرف ليكمل هذا القانون . فالإنسانيه والعقل يحكمان النفس البشريه ويحيطونها بزمام الحكمه . العقل يفكر والأنسانيه تجعل من هذا التفكير تفكيراً إنسانياً . ومما لاشك فيه .. أن الإنسانيه تبث روح الإخلاق الكريمه في النفس . فالكل منا يمتلك العقل . ولكن ليس الجميع يمتلكون الإنسانيه والأخلاق . ولكن إن وجدنا إنساناً تتوافر لديه الإنسانيه وجدنا الأخلاق بلا شك . ولكن وجود العقل لا يستوجب وجود الإنسانيه ..

ونحن إذا سألنا علماء الأحياء عن الجنس البشري وجدناهم يقولون .. إن الإنسان قريب جداً في التكوين للحيوان .. لذلك أطلقوا على الإنسان أنه " حيوان مفكر" فإذا وضعنا هذه الكلمات في صيغة معادله رياضيه مثلاً سنجد . أن الإنسان يساوي حيوانٌ مفكر. كما قال علماء الأحياء . فإن تم الإستغناء عن التفكير بقيت كلمة حيوان تساوي إنسان . لذلك نجد أن الإنسان مكون معنوياً من أكثر من شق . مثل العقل والإنسانيه والتفكير. فالكل من هذه الصفات تتحد مع بعضها وتدخل هذا الجسد البشري مكونه للإنسان . فلا يعقل أن نرى إنساناً بلا عقل . وإن حدث ووجد إنسان بلا عقل وسألت أحداً عليه فلن يقول عنه أنه إنسان . بل سيرد بديهياً ويقول " هذا مجنون " لذلك بدون العقل خرج الإنسان من كونيته . وأنتزعت عنه هذه الصفه . كذلك لباقي الصفات . عدم وجودها يجعل الإنسان ليس بإنساناً أو على الأقل سيظل إنساناً ولكن ينقصه الكثير لكي يحقق معنى كلمة إنسان ..

فمن الأهمية بمكان أن يجد الإنسان سبيلاً للتوفيق بين كلمة إنسان والعقل والتفكير . لإنهم يرتبطون إرتباطاً وثيقاً بعضهم البعض . ولكن شخص الإنسان نفسه . هو من جعل هذه الصفات بينهم الكثير من التناقضات . ولم تعد هذه الصفات تجتمع كامله عند أغلب البشر

محمد عبد الرحمن شحاتة